كثيرة هي الاتهامات التي وجهت لعامر شفيع أفضل حارس مرمى أنجبته الكرة الأردنية في تاريخها، بعدما عاد إلى العاصمة عمان بصورة مفاجئة، تاركاً رفاقه وحدهم يخوضون المواجهة الودية أمام كرواتيا في اطار الإستعدادات لكأس آسيا.
البعض، وجه أصابع الالتهام نحو شفيع بأنه "نفذ بجلده" من مجزرة أهداف متوقعة في شباكه قبل مواجهة المنتخب الكرواتي، لذلك قرر العودة بحجة الظروف العائلية.
والبعض كذلك يبدو أنه نسي أو تناسى أن أهم ما يمتاز به شفيع هو الشجاعة والجرأة والتألق غير العادي في المواجهات الكبيرة ، وطالما خاض العديد من المباريات مع النشامى وهو مصاب، وكثيراً ما كان فيها نجم اللقاء الأول.
نحن هنا لسنا بموقف المدافع عن شفيع، وإنما نسعى للتوضح، فالجميع يعلم بأنه ليس من عادة شفيع الهروب أو التهرب -اختاروا ما شئتم من الكلمات- ، ولو كانت تلك الظنون صحيحة ، لما بات شفيع أكثر لاعب أردني خوضاً للمواجهات الدولية، ولما استأثر بأضواء النجومية والشهرة التي جعلت منه "حوت آسيا" بشهادة الكثيرين من المعلقين العرب، وليس المحليين فحسب.
كما أن شفيع في هذا الوقت على وجه التحديد يعيش في قمة تألقه، حيث يحرس مرمى شباب الأردن ولم تتلقف شباكه في خمس مواجهات سوى هدفين، وهو بلغة الأرقام يعتبر حارس المرمى الأفضل بالدوري بمشاركة محمد الشطناوي حارس السلط حيث تعرضت شباكه هو الآخر لهدفين .
يرى البعض بأن شخصية شفيع مثيرة للجدل في بعض الأحيان، وهذا لا يبرر للحظة، اتهامنا بأن شفيع يخشى على مرماه من مواجهة المنتخبات الكبيرة، فيتهرب بطريقة أو بأخرى، فهي تهمة تخلو من أي منطق.
شفيع عندما عاد إلى عمان، استمزج رأي الجهاز الفني بقيادة البلجيكي فيتال صاحب القرار الأول والأخير ، فسمح له بالعودة ، ولو رفض ذلك، لربما وجدنا شفيع يذوذ عن مرماه أمام كرواتيا، وبخاصة أن اللعب أمام "وصيف العالم" يعتبر بمثابة "الحلم" لأي لاعب، لكن هناك ظرف قاهر دفع "الحوت" لطلب العودة، وليس كل الظروف تُسرد بكامل تفاصيلها وبخاصة إذا كانت خاصة.
عامر شفيع، واستناداً لما قدمه لكرة القدم الأردنية، يستحق منا جميعاً باقة "ورد"، وليس اتهاماً بلا دليل ، وهي بالمناسبة فرصة لنبارك له بقدوم مولوده الجديد "ورد"، حيث كان أحد أسباب عودته إلى العاصمة عمان، وقد يكون "ورد"عامر شفيع جديد للكرة الأردنية في قادم السنوات، امتثالاً لمقولة "فرخ البط عوّام".